ثقافة

موجة برد عالمية؟ تسونامي جديد؟ “تأثير الفراشة” الناجم عن بركان تونغا

ثار بركان تونغا في الدولة الواقعة في جنوب المحيط الهادئ مؤخرا، والذي قد يكون أكبر ثوران لبركان تحت البحر في العالم منذ 30 عاما، ولا يزال ثوران البركان يجتذب الانتباه العالمي. وفقا لبيان صادر عن حكومة تونغا، لقى ثلاثة أشخاص مصرعهم وأصيب آخرون خلال ثوران البركان. ما هي آثار الثوران البركاني وموجات تسونامي التي قد يؤثر بها على البيئة والاقتصاد ومعيشة الشعب؟
خبراء: التأثير الأكبر هو تسونامي
بدأ الثوران البركاني في جزيرة “هونغا تونغا-هونغا هاباي”، الواقعة على بعد حوالي 65 كيلومترا شمال نوكوألوفا، عاصمة تونغا، في صباح الـ14 من يناير الجاري وثار مرة أخرى بعد ظهر الـ15. صدرت تحذيرات من تسونامي على التوالي في تونغا وفيجي وساموا وفانواتو واليابان والولايات المتحدة وكندا ونيوزيلندا وأستراليا وتشيلي. وأصدرت حكومة تونغا تقريرا عن الكوارث في الـ18 من الشهر قالت فيه إن الثوران البركاني تسبب في حدوث تسونامي بلغ ارتفاعه 15 مترا، مما تسبب في “كارثة غير مسبوقة”.
ذهب كرونين، عالم البراكين بجامعة أوكلاند بنيوزيلندا، إلى جزيرة “هونغا تونغا-هونغا هاباي” في عام 2015. وقال إن هذا البركان تحت البحر شهد سلسلة من الانفجارات الصغيرة في أعوام 1998 و2009 و2014 و2015. في الوقت الحاضر، فإن أخطر تأثير للثوران البركاني هو تسونامي، ما قد لا يكون صغيرا في بعض دول المحيط الهادئ.
قال كرونين إنه من الصعب التنبؤ بتطورات البركان. فقد يثور مرة أخرى، لكن لن يكون عنيفا، لأن البركان يقع في مكان ضحل تحت البحر، وحال ثورانه، قد يتسبب في موجة تسونامي أخرى. لكن قد لا تكون بهذا الوضع.
تحذير من الرماد البركاني والأمطار الحمضية
قال أوليفر نيبيل، الأستاذ المساعد في جامعة موناش في أستراليا، إن الرماد البركاني هو في الواقع جزيئات صخرية صغيرة يمكن أن تلحق الضرر بالزجاج الأمامي إذا مرت طائرات من خلاله، ويمكن أيضا أن تذوب جزيئات الرماد البركاني وتتبلور في محركات الطائرة، مما قد يتسبب في توقف المحركات، وهو أمر خطير، لذا يمكن أن يؤثر الرماد البركاني على حركة الطيران.
يمكن أن تؤثر الأمطار الحمضية الناتجة عن الرماد البركاني على تونغا وشرق فيجي، مما قد يؤثر بشدة على إمدادات المياه العذبة في تونغا وبعض المحاصيل. إذا لم يستمر البركان في الثوران، فسوف تتعافى المحاصيل بشكل أسرع. وإذا لم يحدث ذلك، فسوف يكون هناك هطول لأمطار حمضية مستمرة، مما قد يتسبب في مزيد من الضرر لإمدادات المياه والمحاصيل.
موجة برد عالمية؟
يشعر الكثير من الناس بالقلق إزاء هذا الثوران البركاني العنيف الذي قد يؤثر على درجات الحرارة العالمية. في هذا الصدد، ووفقا لتحليل كرونين، فإن معظم الأعمدة البركانية الناتجة عن ثوران بركان تونغا تقع في طبقة التروبوسفير السفلية أو الغلاف الجوي، كما أن وقت الثوران قصير أيضا، ولا ينتج عنه الكثير من الهباء الجوي ليعكس ضوء الشمس، لذلك من غير المحتمل أن يتسبب في موجة برد عالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »