أخبار العرب

الذكرى الـ47 ليوم الأرض الفلسطيني.. القصة والذكرى

تمر اليوم الخميس الذكرى السابعة والأربعين ليوم الأرض (30 آذار/ مارس)، والذي تعود حكايته إلى هبّة الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني في سخنين ودير حنّا وعرابة بالداخل المحتل في وجه الاحتلال الصهيوني حين أراد الإحتلال مصادرة الأرض، وامتدت الأحداث لاحقًا إلى مناطق الجليل، ما أسفر عن استشهاد ستة فلسطينيين ، وإصابة واعتقال العشرات منهم.

وفي تفاصيل ما جرى آنذاك فإن حكومة الاحتلال قررت عام 1976 مصادرة 21 ألف دونم من أراضي بلدات “سخنين، وعرابة، ودير حنا، وعرب السواعد”، وخصصت ، تلك المساحات المُصادَرة لبناء المزيد من المستوطنات الإسرائيلية.

رافق ذلك إعلان سلطات الاحتلال، حظر التجوال في القرى التي شهدت مصادرة للأراضي منذ الساعة الـ5 مساء من يوم 29 مارس من ذلك العام، واعتبرت أي تظاهرة ستخرج احتجاجا على المصادرة، غير قانونية.

كما هددت سلطات الاحتلال بإطلاق النار على المتظاهرين الفلسطينيين، لمنع تنفيذ الإضراب.

وفي ساعة متأخرة من ليل 29 آذار 1976، اقتحم جنود الاحتلال بلدات سخنين وعرابة ودير حنا في الجليل، وأطلقوا الرصاص عشوائيًا لإرهاب السكان ومحاولة منعهم من المشاركة في الاحتجاجات والإضراب الشامل الذي دُعي له باليوم التالي رفضًا لقرار المصادرة على حساب وجودهم.

لكنّ ذلك لم يُروّع الفلسطينيين، فقد خرجوا يوم 30 آذار من العام ذاته، بمظاهرات واحتجاجات غاضبة ورافضة للقرار الهادف للتهويد والاستيطان على أراضيهم وعلى حساب وجودهم، قابلها الاحتلال بقسوة وقمع، واندلعت مواجهات عنيفة آنذاك ما أدى لاستشهاد 6 فلسطينيين وإصابة العشرات.

والشهداء هم، خير ياسين (23 سنة) من عرابة البطوف، ورجا أبو ريا (23 سنة) من سخنين، وخضر خلايلة (27 سنة) من سخنين، وخديجة شواهنة (23 سنة) من سخنين، ومحسن طه (15 سنة) من كفر كنا، ورأفت علي زهيري (19 سنة) من نور شمس.

ورفض الاحتلال تشكيل لجنة للتحقيق في ظروف استشهاد الستة الفلسطينيين، على الرغم من أنهم كانوا يحملون “الهوية الإسرائيلية”.

وتُعد هذه الاحتجاجات بمثابة أول تحدٍ من الفلسطينيين بالداخل في وجه سلطات الاحتلال وسياستها منذ نكبة عام 1948، وبصفةٍ جماعية وطنية فلسطينية.

ومنذ ذلك الحين يُنظّم الفلسطينيون تظاهرات عديدة دفاعا عن أراضيهم، لكنّ الاحتلال يُقابلها بالقمع الوحشي، الأمر الذي يتسبب باندلاع مواجهات عنيفة تُوقِع إصابات واعتقالات وفي بعض الأحيان شهداء.

ومن أبرز فعاليات إحياء هذا اليوم، “مسيرات العودة وكسر الحصار”، التي انطلقت عام 2018، قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة، واستمرت ما يزيد على 21 شهرا.

واستُشهد خلال المسيرات أكثر من 300 فلسطيني بينهم 47 طفلاً، وصحافيين اثنين، و9 من ذوي الإعاقة، كما أصيب 19 ألفا و173 فلسطينيا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال المسيرات، من بينهم 4987 طفلاً، و864 سيدة، وفق بيانات مركز “الميزان” لحقوق الإنسان.

ولا تزال تواصل سلطات الاحتلال مصادرة أراضي الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني المحتل، والضفة الغربية، بهدف بناء المزيد المستوطنات، حيث باتت تستولي على أكثر من 85% من أرضي فلسطين التاريخية، بحسب تقرير سابق للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

وفي ظل سياسة الاحتلال بمصادرة الأراضي وسرقتها، فإن الفلسطينيين يعتبرون معركة الأرض مستمرة حتّى هذا الوقت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »