اقتصاد

هل تعافى الاقتصاد الأمريكي بعد تخفيف إجراءات السيطرة على الوباء؟

هل تعافى الاقتصاد الأمريكي بعد تخفيف إجراءات السيطرة على الوباء؟

وكالة انباء كل العربAPA:

أصدر الرئيس الأمريكي بايدن بيانا في الـ 12 من الشهر الجاري على موقع البيت الأبيض: “اليوم هو معلم ذكرى مأساوي: وفاة مليون أمريكي بسبب كوفيد- 19″، كما خفض البيت الأبيض علمه في نصف الصاري حدادا على من ماتوا. قد واصلت الولايات المتحدة منذ بداية هذا العام تخفيف إجراءاتها للسيطرة على الوباء، فهل أدى ذلك إلى الازدهار الاقتصادي والتنمية في البلد؟
نما الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بشكل سلبي في الربع الأول، الوضع الفعلي أقل بكثير مما كان متوقعا
أشارت البيانات الصادرة عن وزارة التجارة الأمريكية في الـ28 من أبريل الماضي بالتوقيت المحلي إلى أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للولايات المتحدة انخفض بنسبة 1.4٪ في الربع الأول من عام 2022، أي أقل بكثير من نمو 1٪ الذي يتوقعه الاقتصاديون بشكل عام.
يرجع السبب المباشر لانخفاض الناتج المحلي الإجمالي إلى استمرار توسع العجز التجاري، مما أدى إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 3.2 نقطة مئوية، وكان التباطؤ في الاستثمار في مخزون الأعمال وتقليل الإنفاق الحكومي ونفقات الاستهلاك الشخصي هما السببان الآخران لانخفاضه، كما استمرت أسعار الغذاء والطاقة في الارتفاع نظرا لتفشي الجائحة العالمية والصراع بين روسيا وأوكرانيا، حيث انخفضت نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة بنسبة 2.5٪ عن الربع السابق، يعتقد الخبراء أنه في النصف الثاني من عام 2022، قد تدخل الولايات المتحدة مرحلة من الانكماش الاقتصادي المستمر.
التضخم المرتفع أصبح مشكلة بارزة في الاقتصاد الأمريكي
لقد ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي (CPI) بنسبة 8.5٪ على أساس سنوي في مارس وفقا للبيانات الصادرة عن وزارة العمل الأمريكية، وهو الأعلى منذ 40 عاما، بينما ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين في أبريل بنسبة 8.3٪ على أساس سنوي، وهو لا يزال على مستوى عال.
أظهر استطلاع للرأى أجرته شبكة CNN أن معظم الأمريكيين قالوا إن الظروف الاقتصادية الحالية دفعتهم إلى تقليص الإنفاق غير الضروري مع الارتفاع الشديد في أسعار البنزين والمواد الغذائية، حتي قلّل عدد مرات القيادة بشكل كبير.
أشار الخبراء إلى أن السبب الرئيسي لمعضلة التضخم في الاقتصاد الأمريكي هو أن الطلب تجاوز العرض بكثير في ظل الجائحة، حيث لم يتعاف حجم إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي وحجم إنتاج السيارات وغيرها إلى مستوى ما قبل الجائحة، فلا يتمكن من تلبية الطلب، بالإضافة إلى ذلك، قد أثرت عوامل مثل الصراع بين روسيا وأوكرانيا والعقوبات على روسيا على التشغيل الطبيعي للتجارة العالمية بشكل خطير، مما أدى إلى استمرار ارتفاع تكلفة السلسلة الصناعية العالمية وزيادة الضغط على العرض وتصعيد التضخم.
من غير المؤكد ما إذا كانت زيادة أسعار الفائدة الفيدرالية تساهم في كبح التضخم
أعلن الاحتياطي الفيدرالي في الرابع من الشهر الجاري رفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس لاستجابة للضغوط التضخمية، حيث رفع النطاق المستهدف لسعر الفائدة على الأموال الفيدرالية إلى ما بين 0.75٪ و 1٪ ، وهو أكبر ارتفاع منفرد على سعر الفائدة منذ عام 2000.
وفي هذا الصدد، أشار الخبراء إلى أن التضخم الأمريكي يأتي من الضغط على الطلب وجانب العرض، إن تأثير السياسات النقدية مثل رفع أسعار الفائدة على جانب العرض محدود للغاية، كما ستؤثر الزيادات المستمرة في أسعار الفائدة على استقرار الاقتصاد في ظل الآثار المزدوجة للانكماش الاقتصادي وارتفاع التضخم، حتى أنه قد يؤدي إلى ركود اقتصادي واسع النطاق.
بالإضافة إلى ذلك، في ظل الظروف التي لا تزال الجائحة تنتشر بسرعة وتتحول باستمرار، تواجه حالة الوقاية من الأوبئة ومكافحتها قدرا كبيرا من عدم اليقين، حيث يختلف تنفيذ تدابير الوقاية من الأوبئة في أنحاء الولايات المتحدة بشكل كبير، لذلك، من الصعب تشكيل نظام طويل الأجل ومستقر وموحد للوقاية من الأوبئة ومكافحتها، وسياسات الوقاية من الأوبئة ومكافحتها المتساهلة في بعض المناطق الأمريكية معرضة لخطر كبير، مما سيجعل الطريق إلى التعافي الاقتصادي للولايات المتحدة أكثر تعقيدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »