أخبار العرب

اليونيسف تحذر من أن أزمات لبنان أدت إلى سقوط أطفاله في “دوامة من الفقر”

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) اليوم من أن أزمات لبنان المتتالية على مدار ثلاثة أعوام أدت إلى سقوط أطفاله في “دوامة من الفقر”، وأنهم يعتقدون أن الهجرة هي الأمل الوحيد وأطلق ممثل اليونيسف في لبنان ادوار بيجبدير، خلال مؤتمر صحفي اليوم نتائج دراسة للمنظمة الدولية عن “تأثير الفقر متعدد الأبعاد على الأطفال في لبنان” وقال بيجبدير إن “مرور ثلاثة أعوام من الأزمات المدمرة المتتالية في لبنان أدى إلى سقوط الأطفال في دوامة من الفقر، ما أثر سلبا على صحتهم ورفاههم وتعليمهم وأدى الى تدمير أحلامهم وزعزعة العلاقات الأسرية” وأظهرت الدراسة “أن نتائج التقدم الكبير الذي أحرزه لبنان نحو توفير الحقوق الأساسية للأطفال بما في ذلك حقّهم في الصحة والتعليم والحماية واللعب والترفيه – تراجعت بشكل كبير بسبب الأزمة الاقتصادية وتزامنها مع جائحة كوفيد-19”.
وتابعت أن الغلاء الفاحش وانتشار البطالة أديا إلى سقوط آلاف العائلات في “فقر متعدد الأبعاد” وأظهرت الدراسة أن 84 بالمائة من الأسر ليس لديها ما يكفي من المال لتغطية ضروريات الحياة، وأن 38 بالمائة من الأسر خفضت نفقات التعليم، مقارنة بـ 26 بالمائة في أبريل 2021 .
وأشارت إلى أن 60 بالمائة من الأسر خفضت الإنفاق على العلاج الصحي، مقارنة بـ 42 بالمائة في أبريل 2021.
فيما تضطر 70 بالمائة من الأسر تضطر إلى اقتراض المال لشراء الطعام، في حين أن 36 بالمائة من مقدمي الرعاية يشعرون بأنهم أقل تسامحا مع أطفالهم ويعاملونهم بقسوة أكبر.
كما أظهرت الدراسة أن الأطفال يدركون تأثير الأزمة على حياتهم وتطلعاتهم فـ”تلاشت أحلامهم” بمستقبل أفضل في لبنان وأصبحوا يعتقدون أن الهجرة هي الأمل الوحيد وأشارت إلى أن الأطفال يشعرون بالإحباط بعدما فقدوا الثقة في الوالدين لعدم قدرتهما على تلبية احتياجاتهم الأساسية، ما يؤدي بدوره إلى زيادة التوترات داخل العائلات وحذر ممثل اليونيسيف من أن العلاقات التقليدية بين الطفل ووالديه أصبحت في خطر مع تزايد إرسال الأطفال إلى العمل وبطالة الأهل المتمادية.
وشدد على أن الإصلاحات الجدية والحاسمة في لبنان ضرورية لحماية مستقبل الأطفال، داعيا الحكومة إلى تنفيذ تدابير الحماية الاجتماعية العاجلة وضمان وصول كل طفل إلى التعليم الجيد وتعزيز الرعاية الصحية وتوفير خدمات حماية الطفل واعتبرت الدراسة أن “مواجهة تأثيرات الأزمة المتعددة الأبعاد على حياة الطفل تتطلب استجابة متعددة الأبعاد ترتكز على تعزيز نظام الحماية الإجتماعية في لبنان لضمان حماية الحقوق الأساسية للأطفال الضعفاء”.
ويشهد لبنان منذ عام 2019 أزمة مالية واقتصادية حادة صنفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »